ربما هو الفانوس السحري الذي ينتظره الكثيرون مع بداية كل عام ويعلقون عليه آمالهم عله يحققها.. أو هو ضربة الحظ التي تقلب حياة منتظره رأساً على عقب وتنتشله من حياة إلى حياة أخرى لطالما حلم بها..
تتعلق به عيون كثيرة وتتجمد مع دوران دواليبه، ويتسمر أمامه الكبير والصغير علَّ الحظ يصيب هذه المرة.
بينما البعض يبدأ بالعد التنازلي لوداع عام 2008 ، يبدأ معه البعض الآخر بالعد التنازلي لموعد سحب يانصيب رأس السنة، هذا السحب الذي سيخول الفائز بجائزته الكبرى أن يحوز مبلغ 60 مليون ل.س دفعة واحدة.
"حظ جديد لسنة جديدة.. تعا جرب حظك على الـ60 مليون.. يانيالك يارابح الستين مليون.." وعبارات أخرى، على الرغم من أنها باتت مكرورة، إلا أن لعاب سامعها لا يمكن إلا أن يسيل على هذه الأرقام الخيالية التي يمكن أن يحصل عليها إذا ضحك حظه، وبالتالي يقف عاجزاً أمام بائع اليانصيب وربما يدفع له آخر ما بقي من نقوده ليحصل على ورقة حظه.
فهاهو أبو ياسر يعلق آماله على ورقة اليانصيب وسحب نهاية السنة بشكل خاص ويصف تعلقه بهذا السحب بأنه شعور رائع يعطيه أملاً بتغيير حياته. ويقول:" كل عام أرتب حياتي على أساس أنني سأربح الجائزة الكبرى، وأبدأ بتقسيم المبلغ على أولادي وزوجتي الذين يتقاسمون الأحلام معي ونقرر ماذا سنفعل بهذا المبلغ إلى أن ينتهي السحب وتطير الجائزة لشخص آخر تتعلق آمالنا على سنة آخرى".
بينما ريم وزميلاتها فموضوع السحب بالنسبة لهم يتخذ طابع الفكاهة فمع بداية السحب وبعد شراء كل واحدة منهن نصيبها من أوراق اليانصيب تتمحور جلساتهن وأحاديثهن حول هذه الورقة العجيبة التي ستحقق أحلامهن وتحول كل واحدة منهن إلى سندريلا عصرها على حد وصف ريم التي تتابع:"على الرغم من ثقتنا الداخلية بأن الحظ ليس من نصيبنا لكن مع ذلك نتشارك بشراء أوراق اليانصيب بدافع التسلية والدعابة علّ إحساسنا يخطئ ونفوز في إحدى المرات".
وفي الوقت الذي يقتني فيه البعض هذه الورقة بدافع التسلية كـ"ريم" وزميلاتها، فإن لهذه الورقة معنى كبيراً وأهمية غير متوقعة في حياة البعض الآخر. فها هو أبو بسام المعروف بإدمانه على ورقة اليانصيب بين جيرانه وأقربائه يشتري كل عام حوالي الـ 50 ورقة ويقول:"على الرغم من أن ثمن هذه الأوراق يعتبر مبلغاً كبيراً، وأنني كل عام أتشاجر مع زوجتي بسبب هذا الكم الكبير من الأوراق. وعلى الرغم من أن الحظ لم يحالفني ولا مرة، إلا أن هذه العادة لا يمكن ان أستغني عنها". وتضيف زوجته بأن تعلقه بأوراق اليانصيب يصل إلى حد الإدمان وخاصة خلال سحب نهاية السنة حتى أنه مع نهاية السحب وبعد اكتشافه للخسارة يدخل في حالة اكتئاب تستمر حوالي الـشهر. في حين أن لسحب السنة طابعه المميز عند الباعة، فهو موسمهم وحول هذا يحدثنا أحد بائعي اليانصيب الذي يبيع منذ عشرين عاماً أوراق اليانصيب، فيقول:" إن لسحب رأس السنة طابعاً خاصاً عند الناس، فيتضاعف مبيعنا خلال فترته، خاصة أن الجائزة فيه كبيرة، وبحكم خبرتي ألاحظ أن إقبال الناس يزداد سنة بعد سنة على السحب، فالكل يحلم بالربح، و يتمنى الفوز بالجائزة الكبرى، حيث بنظبق عليهم المثل القائل "الغريق يتعلق بقشة"، وسحب اليانصيب هو بمثابة القشة التي يتعلق فيها كل شخص يرغب في حل أزماته المادية".
تطور يانصيب معرض دمشق الدولي تطوراً ملحوظاً خلال السنوات الماضية على العديد من الأصعدة مثل الزيادة في عدد البطاقات وفي عدد الجوائز وقيمتها، وازدادت بشكل ملفت الأرباح حيث يشار في هذا الصدد إلى وصول صافي العائدات للعام 2007 ما مجموعه 1021050000 ليرة سورية مقابل 891243016 ليرة سورية في العام 2006 .