500 يورو دخل في الشهر "سبب كافي للتعاسة" هل تصنع النقود فعلا سعادة الانسان؟ صلاح سليمان – ايلاف: هل تصنع النقود فعلا سعادة الانسان ؟ وكم هي كمية النقود التي اذا امتلكها الانسان يصبح عندها سعيدا ومقتنعا وراضيا ؟ هذه هي الاسئلة التي دارات حولها احدث دراسة ظهرت في المانيا تختص بدراسة العلاقة بين النقود وسعادة الانسان. الدراسة اعدها الباحث "Stefan Poppeleruter " من جامعة بون في المانيا - الذي اجرى دراسته على 1000 شخص من مختلف شرائح المجتمع الالماني، تركز جوهر الدراسة على مستوى دخل الانسان المادي التي يصبح عندها بالفعل مقتنعا وراضيا، وبعد عدة سنوات من الدراسة والبحث توصل الباحث الي نتيجة مفادها ان الاشخاص اللذين يزيد دخلهم على "الفين وخمسمائة يورو" في الشهر يمكن تصنيفهم في خانة سعداء الحظ، اما اللذين يقل دخلهم عن خمسمائة يورو في الشهر فهم من التعساء. قدم الباحث في الدراسة مجموعة من الادلة والبراهين توثق النتائج التي توصل اليها، عندما ربط بين دخول الافراد في الدول الغنية ونظرائهم في الدول الفقيرة.. وتوصل الى ان شعوب الدول الاسكندنافية وسويسرا يقفون على رأس اكثر دول العالم سعادة اما الدول الأفريقية ودول من اوروبا الشرقية كرومانيا وبلغاريا فانها تقع في ذيل القائمة، اي انهم من اقل دول العالم احساسا بالسعادة، ويبدو ذلك امرا بديهيا فرخاء الدول وامتلاك النقود يرفع من درجة جودة الحياة التي بالطبع تتطلب دخلا معينا للانفاق على شراء الاحتياجات الغذائية ومن ثم الاهتمام بالرعاية الصحية وممارسة الرياضة والتريض والقيام بالرحلات التي تخفف كثيرا من ضغوط الحياة وتعيد كثيرا من الاتزان النفسي والعقلي للانسان، ويؤكد الباحث ان مثل هذه الامور تشارك في سعادة الانسان وهذا مايسهل تحقيقة في المجتمعات الغنية التي تتوافر فيها مثل هذه العوامل. يرى الباحث ان اللذين تفوق ثروتهم الملايين وليس القدر الذي حددته الدراسة تنطبق عليهم مقولة ان النقود لاتصنع السعادة للانسان، لأنه ثبت ان هذه الملايين وهذه الثروات الطائلة تلعب دورا في تغيير طبائع البشر ويصبح التفكير الدائم في الحفاظ عليها مصدر قلق وانشغال بال لصاحبها، كذلك اهتمامه ايضا بكيفية استثمارها، وهي امور، يؤكد الباحث، تصنع مسافة بين صاحبها وبين عامة الناس وقد اثبت ذلك بالتجربة بالفعل اذ قام الباحث بوضع صورتين مختلفتين في حجرتين متجاورتين الصورة الاولى لورقة مالية من فئة الخمسمائة يورو والصورة الاخرى لباقة من الزهور.. وراح الباحث يدرس سلوك الناس المترددين على الحجرتين وخلص الي نتيجة مفادها انه في كل مرة دخل فيها احد الافراد الحجرة التي بها صورة الورقة المالية تتعلق على الفور عينه بها ثم يحرك مقعده الذي يجلس عليه بحركة لاشعورية محاولا الاقتراب من الصورة ومن ثم الابتعاد عن بقية المقاعد المجاورة، اما سلوك نفس الاشخاص في الحجرة الاخرى التي بها باقة الورد فان الامر يبدو عاديا وينظرون اليها دون ادنى اهتمام على العكس تماما من الحجرة التي تحتوي على الورقة المالية. يفسر البروفوسير "مانفريد شبيتزر" من جامعة "اولم" في المانيا ذلك السلوك بقوله "ان تفكير الانسان وتعلقه بالمادة يأخذه بعيدا عن الاخرين وهو السلوك الذي ابداه الاشخاص الذين نظروا الي الورقة المالية فهكذا كانت حركتهم اللاارادية بالانفراد بالمقعد بعيدا عن بقية المقاعد وتحديدا بعيدا عن اشخاص اخريين مجاوريين لهم". دليل اخر على تعزيز الاستنتاجات في هذه الدراسة وهو ما تؤكده التقارير التي صدرت مؤخرا وتشير على سبيل المثال الى ان أميركا، الدولة الاقوى اقتصاديا وعلميا في العالم، تراجع الاحساس فيها بالسعادة تراجعا كبيرا في الخمسين عاما الاخيرة بسبب طغيان الاهتمام بالمادة والصراع من اجل امتلاكها. ويعود " Stefan Poppeleruter " ليؤكد ان النقود وحدها لاتحقق السعادة بصفة مطلقة للانسان، فالسعادة بها قد تكون نسبية لان الانسان في حاجة الي عوامل اخرى تتضافر معا من اجل خلق الاجواء التي تشعره بالسعادة، على سبيل المثال بدون توافر الانسجام العائلي داخل البيت او وجود رفيق مناسب او الانغماس في دائرة اصدقاء جيدين كذلك وعدم الشعور بمستقبل مضمون فان الحياة تصبح وحتي في توافر المادة شيئا تعيسا. أمر اخر نبهت اليه الدراسة وهو ان الذين هبطت عليهم ثروات بالملايين عن طريق الارث او العاب الحظ مثلا، فبدون تفعيل هذه الملايين في اشياء تجعل من صاحبها شخصا نشيطا وفعالا في المجتمع فان الصورة قد تنقلب ضده ويصبح احساسة بالتعاسة مرضيا، ويصل الي الامر الذي قد يتخلص فيه من حياته في اسوء الظروف. ويقول الباحث بهذا الصدد ان اصحاب الملايين الذين قاموا بانشاء المؤسسات الخيرية وقاموا على ادارتها وفعلوها بشكل كبير من اجل اعمال الخير ومساعدة الفقراء انهم بذلك قد جعلوا لحياتهم قيمة واصبحوا من اكثر الناس احساسا بالسعادة اكثر بكثير من هؤلاء اللذين انشغلوا بالمال دون ممارسة اي نشاط اجتماعي. الدراسة لم تتطرق الى المرتشين والفاسدين الذين كونوا ثرواتهم من سرقة اموال الشعوب وهل يمكن تصنيفهم في عداد السعداء ام التعساء! |
2 مشترك
هل تصنع النقود فعلا سعادة الانسان؟
moon- عضو مشارك
- عدد الرسائل : 36
العمر : 44
المـــزاج :
الإقامة :
تاريخ التسجيل : 28/11/2008
- مساهمة رقم 1
هل تصنع النقود فعلا سعادة الانسان؟
شهد العسل- إدارة
- عدد الرسائل : 118
العمر : 48
تاريخ التسجيل : 27/11/2008
- مساهمة رقم 2
رد: هل تصنع النقود فعلا سعادة الانسان؟
غريبه هالدراسه لكن منطقيه نوعا ماااا
ومحظوظ يلي بيكون مبسوط ب 2500 يورو او اقل ...
لو اقتنع الانسان وابتعد عن لتفكير بالغيره والحسد لانسان غني ونظر لوضع الفقير لكانت السعاده ..
اي خير الامور اوسطها وشكراااااا
ومحظوظ يلي بيكون مبسوط ب 2500 يورو او اقل ...
لو اقتنع الانسان وابتعد عن لتفكير بالغيره والحسد لانسان غني ونظر لوضع الفقير لكانت السعاده ..
اي خير الامور اوسطها وشكراااااا