ما يلفت نظري أن هناك ضياع بالانتماء أولا ...و هذا أنت أشرت اليه بما كتبت ..
فلنمشي بالطريق ( بأي مدينة كانت) في هذا الوطن ....و نسأل كل فرد نصادفه سؤال بسيط و بالعامية ( استثناء): ( شو أنت ) ....
فتأتينا الأجوبة :
( أنا أرثوذكسي , أنا سني , أنا علوي , أنا درزي,أنا كا ثوليكي ....الخ) ....أو ( أنا عربي, شركسي , أرمني ,.......الخ) ..... مع تفاوت نسبة الأجوبة و الانتماء الديني يحتل المرتبة الأولى انتمائيا دون أي منازع ....
بالمقابل لنفعل ما فعلنا بأي دولة أوروبية و لتكن فرنسا : أعتقد أن الأجوبة الساحقة ستكون أنا ( فرنسي ....فقط) ....و هنا الانتماء الواضح الصحيح ...
مشكلة الانتماء مشكلة عويصة ....و أساسية و مفصلية .....و لا تحل بمرسوم ولا بمشروع بل تحل بالاساليب التربوية الصحيحة تحلّ بالبيت و المدرسة ...و المدرسة بشكل أساسي ...
برأيي :
من الأخطاء الشنيعة نسب ما سلف الى الخارج و من غير المنطقي تحميل الغرب المسؤولية ....لربما غذّاها بدعم جماعة على سواها ..و لكن هناك بيئة جدا خصبة للتفرقة و الانتماء الضيق ....
أكبر دليل ما حدث مؤخرا بطرابلس من صراع بين أبناء الطائفتين العلوية و السنية ...البيئة خصبة جدا ......و بقليل من البترول الخارجي هبت نار الفتنة ...
عموما :
السلطة الدينية و أقول السلطة ....هي سلطة رجعية ...تعود بنا الى الوراء أو على أقل تقدير توقف عجلة التقدم البطيئة جدا ...
السلطة الدينية هي السلطة الأولى بالنسبة لكثيرين و قال لي أحدهم مؤخرا :
و أنا ما يهمني من الدولة و من أمورها ...ما يهمني أنها منحتني الحرية الدينية ....صدق يا رعاك الله ...لا يهم الا الحرية الدينية...و لكن ليست بمعناها الدقيق... كان قصده ...لا يهم الا ممارسة الشعائر الطقسية الدينية خارج مكان العبادة....
و ما زلنا أحجاره الأساسية للطابور ....
سجن كبير ...يا له من سجن كبير نقطن بداخله و نحن سعداء فرحين ....مبتعدين عن الدين ...لا مؤمنين بل مجرد ممارسين ...كلام عن كلام من رجال الدين ....و ما نحن إلا بقائلين آمين ....أصبحنا للغفران من الطالبين ....طالبي المغفرة و مقبلي اليمين ....و لكن كم نحن فرحين ....و كأنه قد نزل سعر الطحين ....الهي كم نحن عنك بمبتعدين ....و كم نحن بالعلم هابطين ....